من البداية كده .. اللى قلبه ضعيف ميقرأش الكلام ده ..
الْبِكْرُ.. وما أدراكُنَّ ما البِكْرُ!!
بقلم : محمد الغباشي
من أجمل ما قيل في وصف الحور العين أنهن أبكار على الدوام، والبكارة حالة نفسية قبل أن تكون أي شيء آخر، فالحوراء تحتفظ على مدى الزمن -وفي الجنة لا زمن- بهذه الحالة المتفردة، فهي بالمصطلح الدارج "بنوتة" صغيرة، لا تتسربل أبدًا -مع رجلها- بغطاء الثيِّب الغليظ الذي كثيرًا ما يفيض حكمة مصطنعة -أو حقيقية- وعقلاً ورزانة موهومة -أو حقيقية أيضًا-، والذي كثيرًا ما يتعدى ذلك إلى التسلط والتبكيت وثِقَلِ الظل، فهي تتمتع بخفة ظل لا نظير لها، وحياء زائد ربما تفتقد الثيب جزءًا منه، وخفة ظل نسيتها الثيب في غمرة المسؤولية وأعباء البيت ووصايا الغرباء بذبح القطة واقتناص الحقوق -زعموا-..
لحظات التعارف الأولى بين البكر ورجلها لحظات لا تكاد توصف، لحظات القلب الخليّ، لحظات العقل الفتيّ، لحظات اللمسة الأولى، والنظرة الأولى، والهمسة الأولى، لحظات البسمة غير المتكلفة، والنظرات الزاخرة بالمحبة، ومشاعر الاشتياق الملتهبة، كل ذلك تتمتع به الحوراء البكر في جنة الآخرة..
البكر خليّة البال إلا من حبيبها، البكر تذهب إلى جامعتها أو مدرستها ثم تعود لتقضي وقتها مستقصيةً الطرق التي تتقرب بها إلى رجلها، البكر -لصغر سنها وحداثة أسنانها وقلة تجاربها مع الرجال- تميل إلى اللعب والضحك والسمر وبث الأشواق وارتشاف رحيق المحبة والعشق، البكر تشدو وتغرِّد لحبيبها وترفّه عنه وتزيل ما أهمّه وأغمّه،
البكر كنسمات الفجر الرقيقة الباردة، تلطّف الأجواء، وتزيل الوحشة، وتؤنس الرفيق.
في البكر لهفة على رجلها لاستكشاف بواطن حالةٍ لم تعشها، فمجرد شعورها بالرغبة في استكشاف ذلك المجهول يمتعك ويرضيك غاية الرضا، البكر لم تعتد رؤية وجهك -أيًا كان نوعه- لذا تجدها دائمة التفرس في طلعتك البهية وتفاصيل طَلَّتِك السنية، فترتاح نفسك لهذا التفرس أيما راحة.
عقل البكر لم يتلوث بمخططات السيطرة على رجلها، ومؤامرات قتل روح الفكاهة، ونظريات الحموات الفاتنات، فالبكر على سجيتها، بل أرقى من سجيتها، تترفع عن لحظات التبكيت في أوقات اللقاء المحدودة، تستدعي البسمة -على بعدها- لتملأ فراغ دقائق حبيبها المعدودة..
فعقل البكر بكر، وقلب البكر بكر، ولسان البكر بكر، ونظرة البكر بكر، وسمع البكر بكر، وبسمة البكر بكر، وانتظار البكر بكر، وحب البكر بكر، ولهفة البكر بكر، وشوق البكر بكر، ودمعة البكر بكر..
ملحوظة: بيننا ثيباتٌ تحسبهن أبكارًا من حسن التبعُّل، يَسْكُنُ في جوفهن عقل فتاة وقلب بنوتة صغيرة، ليس عن سفاهة، بل عن حكمة وعقل، يدرين كيف تحتل إحداهن قلب الرجل وتتربع فيه على عرش ذهبي مرصع بالجواهر.


بقلم / عبد الرحمن ضاحي

0 التعليقات:

إرسال تعليق