هل جربت أن تطارد قطه ترى ماذا تفعل تحاول الفرار بكل طاقتها ولا تكل من المحاولة ولكن إذا حاصرتها
فإنها تتحول من الفرار إلى المواجهة مباشرة وخربشتك  بمخالبها وأسنانها
ودائما ما تنجح وتترك وأنت مبهور من المفاجاة في هذا الوحش الصغير
لنراجع موقف القطه
أولا: هي حسبت حسبه خاطئة مؤداها أنها اضعف واصغر واقل حيله وبالتالي اختارت الهرب وهذا ليس صحيح بشكل كامل
ثانيا : لما استحكم عليها الخناق تحولت إلى وحش صغير
كيـــف ذلـك ؟
 إنها الدوافـــع                 
محرك السلوك الإنساني
انت تستطيع تحقيق أي شيء قام غيرك بتحقيقه”
وهنا هو يعتمد في ذلك على قوة دوافعك الداخلية
واهم الدوافع على الإطلاق هو دافع البقاء ولكن ذلك عند الحيوان أما الإنسان فهو الكائن الذي استطاع أن يقلب هرم ماسلو لترتيب الدوافع و الاحتياجات فتراه يدفع بنفسه إلى الشهادة في سرور وسعادة مقابل رضا الله
وتراه  يفعل الأعاجيب ويتحول من شخص ضعيف إلى  مارد قوى يصنع واقعه ويكتب حروف المستقبل لمن يأتي بعده
عجيب ذلك الإنسان حين تعلوا همته فتطاول السحاب
حين وقف كتيبه ابن مسلم على أعتاب الصين قال الإمبراطور إنهم قوم إذا أرادوا تحريك الجبال لحركوها
بل إن أجسام علاه الهمة لا تقوى على مراد نفوسهم العظيمة
قال المتنبي ” وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام “الإنسان هو ذلك المخلوق المعجز ” و في أنفسكم أفلا تبصرون “ 
والإرادة هي الوقود المحرك لتلك القاطرة الرهيبة  ” الإنسان “  فهي قوة الدفع التي تحرر الإنسان من غلاف الكسل والعجز كما يتحرر الصاروخ من الغلاف الجوى
والعجيب انك ترى أشخاص  مستسلمين للخمول والوهن يرضون بالدون  وببذل القليل ، ولكن حتى هؤلاء ترى من داخلهم شيء يصيح أنا لست هذا الفاشل أنا أعظم مخلوق خلقه الله أنا معجزات في معجزات
لذلك فكل ما يحتاجه هؤلاء هو ان ينفضوا تراب الكسل والوهن ويستخرجوا عملاق الهمة القابع بين ضلوعهم
أما ما يصرخ بداخلهم ليلا ونهارا ويؤرق نومهم هي الدوافع  إكسير الحياة وهو البذرة التي إذا رعاه صاحبها وسقاها انبتت شجرة الإرادة وعلة الهمة وتغير موات الإنسان إلى حياة الكون وإيداع المستقبل
ولكن كيف تنمو هذه البذرة
واليك بعض النقاط الهامة لرعية الإرادة ونمو الهمة
1-      ابحث عن الدافع الرئيسي بالنسبة إليك:
فهذا هو مفتاح شخصيتك ، قد تكون جربت أن تنقص وزنك مثلا ا وان تقلع عن التدخين ولكن لماذا ؟ هذا السؤال وهذا هو سبب محاولتك الغير موفقه
لذلك ابحث عن الدافع الحقيقي الذي يحرك إرادتك ويحررها وهذا الدافع قد يختلف من شخص إلي أخر
2-      التخيل احد أسباب إشعال الرغبة والمحافظة عليها
أريدك أن تجلس مسترخي وان تنظر في المشكلة التي تواجهك ولتكن زيادة الوزن شاهد نفسك بوزنك الزائد ونظرة الناس إليك
والانا أغمض عينك وتخيل نفسك وأنت تجاوزت تلك المشكلة كيف ترى نفسك وأنت في وزن مثالي ومظهر جذاب وحركه سلسله  كيف تشعر وكيف يراك الآخرون بهذه الروعة
ودلوقتى واثناء هذه المشاعر والهمة فى التغيير اريد ان تقومى بعمل رابط عن طريق اى حركه او علامه” وليكن امساك اصبع ميعن ” تسجلى فيه مشاعر هذه اللحظه وكلما جائكى الفتور استخدمى هذا الرابط فى اشعاله
3-      المسافة بين المؤثر والاستجابة ” مقدار حريتك “
في المسافة بين المؤثر والاستجابة تكمن حريتنا الشخصية وكلما كانت تلك المسافة اكبر كلما كان مقدار حريتنا اكبر والعكس ، فإذا كانت تستجيب إلى أي مؤثر مهما كان بسيط فيخرجك عما أنت فيه وتستجيب إليه فأنت في حاجه إلى التدريب لكي تستعيد حريتك وتتحرر من اسر العادات والسلوكيات السلبية
فالأمر مسؤوليتك وعليك أن تدعم تلك المسؤولية ” أو أن تتخلى عن نفسك ”
وعلماء النفس في ذلك يقولون لكي تكون لك إرادة قوية يجب أن تدرب نفسك عليها ابتداء من الأشياء الصغيرة ثم الكبيرة ولا تستعجل
مثال على المؤثر والاستجابه
اذا كان الطالب يذاكر
وجاء مؤثر ” تذكر تليفون غير ضرورى – مشاهدى برنامج ما ” طريقة استجابة الطالب هى التى سوف تحدد نجاحه او فشله
فأذا استجابه للمؤثرات الخارجين كانت النتيجه هى الفشل اما اذا قاوم هذه المؤثرات كانت النتيجه هى النجاح بإذن الله
وكلنا نستجيب لبعض المؤثرات ولكن كلما كانت استجابتنا ابطىء وانضج كلما كان نجاحنا اقرب
واما اذا قلت نسبة المقاومه وكان الاستسلام الى الاستجابه سريع جدا كان الانسان كأنه عبد للشهوات والعادات السلبية
لذلك فإن المسافة بين المؤثر والاستجابه تصنع حريتنا وتصنع مستقبلنا
4-      ضع على نفسك وعود صغيره :
ضع على نفسك وعود صغيره وعاهد نفسك  على عدم مخالفتها و ضع لنفسك محفزات ” جوائز ” كلما أنجزت شيء بسيط ثم تدرج في الوعود ، أيضا ضع تعذير كلما تخلفت عن وعد عاقب نفسك ولكن أيضا لا تسرف في عقابها
5-      الرفقة الايجابية:
من أهم عوامل النجاح إجمالا هي الرفقة الايجابية وهى التي تثيرك للنجاح وتدفعك إلى التقدم وقد أمر الله نبيه بالرفقة الصالحة  “
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ”
واعلم أن المرء على دين خليله
 الاستعانة بالله وهذا دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم لربه وطلب العون منه والاستعاذة من العجز والكسل
” 
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعلية والذلة والمسكنة، وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسوء الأسقام ” . قال الألباني صحيح
قوة الارادة
بقلم: احمد سليمان

هناك تعليق واحد: