أعطاك الله نعمة عظيمة تستطيع بها حماية نفسك من أي ابتلاء أو مصيبة أو أي شيء سلبي رأيته في غيرك . من لم يستخدم هذه النعمة العظيمة فقد وضع نفسه في نطاق قانون إصابته بمصائب غيره ، بل من جزع وخاف زاد من استحقاقه لها وزاد من نسب إصابته بها ، فإن أصبت بها فاعلم أنك أنت السبب .

قال صلى الله عليه وسلم : من رأَى صاحبَ بلاءٍ فقال : الحمدُ للهِ الَّذي عافاني ممَّا ابتلاك به ، وفضَّلني على كثيرٍ ممَّن خلق تفضيلًا ، لم يُصِبْه ذلك البلاءُ

فضلا كن واعيا حكيما أثناء الأزمات والمصائب ، قلها بقلبك : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيل .

تستطيع بذلك حماية نفسك ، حماية أولادك ، حماية بلدك ، حماية مضمونة بضمان رب العباد

اعلم أن فزعك وحزنك وتأثرك الشديد ورعبك وتفننك في تهويل حجم المصيبة بالأشعار والأغاني الحزينة يضخم مشاعر الألم داخلك ، وهذا من أشد أسباب استحقاق المصائب التي تخاف منها وتتأثر بها ،، أنت بتأثرك تشحن جسمك بنفس طاقة المصيبة ، فتكون في تلك اللحظة في أشد حالات استحقاقها أنت أيضا .. انتبه أنت السبب !!

إن فصلت نفسك ومشاعرك عن المصيبة كنت في مستحقا لذهابها عنك ، وإن لم تكن مصابا بها فأنت مستحقا لعكسها ومن المستحيل أن تصاب بها !

تأمل الآية الكريمة :

"وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍۢ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ * ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌۭ قَالُوٓا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ * أُو۟لَٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌۭ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌۭ ۖ وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ "

القول هنا ليس قول باللسان ، لا تقل بلسانك فقط إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولكن افهم معناها ،، كده كده إنا لله ، وكده كده كلنا ليه رايحين ، يعني هنزعل ليه ؟ في أي وقت هيتعمل "جيم أوفر" وهنقوم تاني عند رب العالمين ونخلص من هذه الدنيا ، وقد تحدثت في ذلك بالتفصيل في مقالة "لعبة الحياة" على الرابط التالي :

اللهم صبر كل مصاب ، اللهم طهر ونق وأرح قلب كل مكلوم ، اللهم ألهمه الهدوء والسكينة والنجاح بجدارة في هذا الاختبار الصعب ، اللهم كفر كل ذنوبه بألمه وعذابه النفسي ، وخذ بيديه يا أرحم الراحمين حتى يعي كيف الخروج والنجاح في مصابه الجلل .

أنت السبب فيما يحدث لك من مصائب ، إما أن تشاهد مصائب غيرك وتكون في قمة الأسى والحزن والرعب فتكون بهذا في أشد حالات استحقاقك لها أنت أيضا ، وإما أن تحمد ربك من القلب على ما أنت فيه وأنت متأكد أنه وعدك أنه سيزيدك ، وطالما سيزيدك فمن المستحيل أن يحدث لك ما تراه من مصائب غيرك .. أنت السبب .. قرر

0 التعليقات:

إرسال تعليق